وكالات أممية تدعو لتكثيف مكافحة سوء تغذية الأطفال في منطقة الساحل الإفريقي
دكار-السنغال(بانا)- حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة وشركاؤها، في وثيقة صدرت يوم الأربعاء، من أن حوالي 3ر6 مليون طفل دون الخامسة من العمر في ستة بلدان بمنطقة الساحل الإفريقي سيعانون من الهزال هذه السنة.
وتتخوف "مجموعة عمل التغذية في غرب ووسط إفريقيا" من تعرض حياة ما لا يقل عن 900 ألف طفل للخطر في كل من بوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والسنغال.
ولاحظت الوثيقة أن عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد الشامل هذا العام لم يسبق له مثيل، مع تسجيل زيادة بنسبة 27 في المائة بالمقارنة مع سنة 2021 وبنسبة 62 في المائة مقارنة بسنة 2018 ، لتصل إلى مستويات قياسية للعام الخامس على التوالي.
وتضم "مجموعة عمل التغذية في وغرب ووسط إفريقيا" وكالات أممية من ضمنها "يونيسيف"، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب منظمات غير حكومية، مثل منظمة "العمل ضد الجوع"، و"اهتمام"، و"نجدة الأطفال".
ويدعو أعضاء المجموعة، في وثيقتهم المشتركة، إلى تغيير النموذج من أجل الاستجابة بشكل عاجل للاحتياجات الفورية ومعالجة الأسباب الجذرية لسوء التغذية.
وصرحت مديرة مكتب "اليونيسف" لإقليم غرب ووسط إفريقيا، ماري بيير بوارييه أنه "مع استمرار تفاقم النزاعات وانعدام الأمن والأزمات الاجتماعية والاقتصادية والظواهر المناخية الحادة والمتكررة بالمنطقة وتفاقم مشكلة تغذية الأطفال، يجب علينا التحول إلى أعمال غير اعتيادية لتلبية احتياجاتهم بطريقة مستدامة".
وقالت "فيما لا يزال العلاج ضروريا لإنقاذ حياة الأطفال الأكثر تضررا، يتعين علينا تغيير النموذج والتركيز على توسيع نطاق التدخلات لمنع سوء التغذية، لاسيما في الأماكن الأكثر تضررا. لقد حان الوقت لمعالجة الأسباب الجذرية لسوء تغذية الأطفال في المنطقة بتصميم وعلى نحو عاجل".
ويدعو الشركاء إلى نهج متعدد القطاعات لمعالجة نقاط الضعف الأساسية المتعددة مثل انتشار انعدام الأمن الغذائي، وعدم كفاية ممارسات التغذية والرعاية للرضع وصغار الأطفال، والتغذية غير الكافية للأمهات، وارتفاع معدل الإصابة بأمراض الطفولة، ونقص الاستفادة من المياه والصرف الصحي والخدمات الصحية، وقضايا الجنس والأعراف الاجتماعية الأخرى.
وأكدوا على ضرورة التركيز على الفتيات المراهقات لكسر حلقة سوء التغذية المتوارثة بين الأجيال.
وكشفت مجموعة العمل، استنادا إلى بيانات حصلت عليها من تسعة بلدان، عن الحاجة إلى مبلغ إجمالي قدره 4ر93 مليون دولار أمريكي للوقاية من هزال الأطفال والنساء الحوامل والنساء المرضعات.
وأشارت مع ذلك إلى تسجيل عجز في التمويل قدره 2ر56 مليون دولار، بما يشمل 3ر26 مليون دولار لتغطية الاحتياجات خلال موسم العجاف من يونيو إلى سبتمبر.
وفيما يتعلق بعلاج الهزال، يبلغ حجم التمويل المطلوب 5ر77 مليون دولار، منها 42 مليون دولار لعلاج الهزال الحاد الذي يشكل أكثر أنواع سوء التغذية خطرا على الحياة.
وفي ذات الوقت، هناك حاجة إلى استثمارات مرنة طويلة المدى في التغذية من أجل الاستجابة على نحو مستدام لمسائل التمويل، بما يشمل زيادة الاستثمارات المحلية من جانب الحكومات.
من جانبه، اعتبر الممثل الإقليمي لمنظمة "العمل ضد الجوع" في غرب ووسط إفريقيا، مامادو ديوب، أن "أزمة أوكرانيا تؤدي الآن إلى تضخم أسعار المواد الغذائية، ما يزيد الضغط على السكان المتضررين أصلا من الأزمة. إن انعدام الأمن الغذائي والتغذوي الحاد يقترب ما لم نتحرك الآن في جميع المناطق الساخنة".
ويتلقى حاليا 21 في المائة فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و23 شهرا الحد الأدنى من المجموعات الغذائية الضرورية لنموهم بشكل جيد.
وفي ظل توقع زيادة محتملة للاحتياجات وارتفاع تكاليف الإمدادات الغذائية وفي مجال التغذية، دعا الشركاء إلى تحديد حلول محلية لأنظمة غذائية مغذية منخفضة التكلفة، بما يشمل الشراكات مع التعاونيات النسائية، ومبادرات تمكين المرأة وإشراك الشباب، من أجل مشاركة المجتمع بشكل أفضل وإنشاء شراكات بين القطاعين العام والخاص.
كما شددوا على ضرورة التركيز بشكل خاص على صغار الأطفال والمراهقات والنساء الحوامل والمرضعات.
-0- بانا/م أ/ع ه/ 07 أبريل 2022