القصف الدموي المروع على غزة يستأثر باهتمام الصحف التونسية
تونس العاصمة-تونس(بانا)- ركزت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، اهتمامها على عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني ومن بينها زيارة نائب رئيسة الوزراء ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الايطالي إلى تونس، فضلا عن التطرق إلى تواصل مساعي تهجير الفلسطينيين من غزة عبر آلية الابادة الجماعية في ظل الدعم الغربي.
وتابعت جريدة (الصحافة) زيارة نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، تاياني، إلى تونس، معربة عن الأمل في أن تكون قادرة على تحريك المياه الراكدة ورفع اللبس بين تونس والاتحاد الأوروبي خاصة بعد زيارتين مؤجلتين (الأولى لوفد من أعضاء البرلمان الأوروبي، والثانية لمسؤولين من المفوضية الأوروبية) إلى جانب رفض الجانب التونسي الدعم بـ60 مليون يورو كان مخصصا لتخفيف تداعيات جائحة كورونا.
وعلى صعيد آخر أجمعت افتتاحيات الصحف التونسية على أن عمليات التدمير الممنهج لمدن قطاع غزة وتسويتها بالأرض، وقتل آلاف الفلسطينيين، جلهم نساء وأطفال، واستهداف المستشفيات والمدارس ودور العبادة، ومواصلة الحصار وقطع الوقود والكهرباء والماء، كل ذلك لم يحرك للعالم "المتقدم" ساكنا ولم يوقظ لدى حكامه ضمائرهم، فلا يسمعون سوى ما يريدون سماعه من أكاذيب يروجها المحتل والوسائل الاعلامية والاتصالية التي يتحكمون فيها.
من جهتها، أكدت جريدة (الشروق) أن محاولة تهجير الفلسطينيين يقاومه أصحاب الأرض، كما أن هذا المخطط البائس لن يحظى بأي قبول سواء من دول المنطقة أومن بقية الدول والقوى التي تساند القضية الفلسطينية والملتزمة بالقوانين الدولية؛ لأن الأمر يتعلق بكل أصناف الأفعال التي يجرمها القانون الانساني الدولي.
أما جريدة (الصباح)، فلاحظت أنه منذ بدء عملية الابادة الجماعية في غزة ومحاولة إجبار الفلسطينيين مرة أخرى على التهجير واستحضار تفاصيل النكبة المأساوية من جديد، والشعوب العربية تنتفض في كل الأوطان بما في ذلك دول التطبيع مطالبة بنقض أي اتفاق أو علاقة مع كيان الاحتلال.
ومن جانبها، دعت جريدة (المغرب) إلى "ضرورة انتهاج خيار سياسي يمكنه أن يكسر الغطرسة الصهيونية والغربية في علاقة بالقضية الفلسطينية، على أن يدعم هذا الخيار إجراءات اقتصادية عدة كأن يقع التلويح من قبل الدول النفطية بأنها ستلجأ الى فك الارتباط بين النفط والدولار إن لم تعدل الولايات المتحدة الأمريكية سياستها لتكون أكثر توازنا وأنها قد تلجأ كذلك الى خيار التخفيض في إنتاج النفط تدريجيا وهذا من شأنه أن يضغط على الاقتصاد العالمي والغربي أساسا الذي يواجه مخاطر الركود والتضخم.
وفي خضم التواطؤ والكيل بمكيالين إزاء ما يحدث في المنطقة وهذا الدمار والتقتيل والتهجير والحصار، قالت صحيفة (الشروق): "الحقيقة أن هذه الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني والتي تدعي مساندتها للخير ضد قوى الشر، لها تاريخ دموي أيضا.. فالكل يعلم ما قام به المستوطنون الأوروبيون في أستراليا وأمريكا مثلا في حق الشعوب الأصلية التي أبيدت وسُرقت أوطانها، هذا إضافة إلى عمليات الابادة التي قامت بها بعض الدول الأوروبية في إفريقيا وغيرها، فضلا عن جرائم الحرب التي ارتكبت خلال غزو العراق والتدخل في ليبيا".
وخلصت إلى القول: "بناء على ذلك لا يمكن اليوم للدول العربية أن تنتظر دعما من الدول الغربية لمساندة غزة لان عقيدتهم مبنية على القتل والابادة والتهجير واحتقار العرق العربي وهو ما أكده وزير الحرب الصهيوني الذي قال حرفيا: إننا سنجتاح غزة للتخلص من الحيوانات البشرية هناك، في إشارة إلى أهالي غزة الصامدين والمرابطين والمدافعين عن أرضهم في وجه الاستعمار البغيض".
وفي تعليقها على "قمة القاهرة للسلام" التي انعقدت يوم أمس السبت، وصفت جريدة (الصحافة) الصادرة اليوم الأحد 22 أكتوبر، هذه القمة بالقاهرة بأنها "حفل تنكري" بحضور شهود "الزور" التقليديين وعلى رأسهم طابور الدول العربية المطبعة وأصدقاؤها من إسرائيل والمتعاطفين مع الجريمة والمساندين لها فرنسا وأمريكا".
أما جريدة (الصباح)، فتساءلت: "أليس من الغريب أن تشارك أمريكا في قمة السلام بالقاهرة، في وقت حسمت قرارها بشأن الاجتياح البري لقطاع غزة، ومنحت كيان الاحتلال (الإسرائيلي) الضوء الأخضر لتنفيذ العملية البرية، فكيف لمن يشعل اللهيب أن يطفئه ؟".
-0- بانا/ي ي/ع د/22 أكتوبر 2023