الصحف التونسية: حرب غزة قوضت كل أركان مجلس الأمن والمواثيق الدولية
تونس العاصمة-تونس(بانا)- اهتمت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع، بعدة مواضيع من بينها نوايا خوض استحقاق الترشح للانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة، وحادثة إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على مدنيين فلسطينيين في غزة أنهكهم الجوع والعطش كانوا يحاولون الوصول إلى الغذاء، إلى جانب تسليط الضوء على ظاهرة تفشي العنف داخل المؤسسات التعليمية في تونس.
في الشأن الداخلي، تطرقت صحيفة (المغرب) إلى انطلاق نوايا خوض استحقاق الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي بدأت تبرز وتطفو على السطح يوما بعد يوم مع اقتراب الموعد، مشيرة إلى أنه وإن اختار البعض عدم الكشف عن نيته، فإن البعض الآخر اعتبر أن الوقت مناسب للإفصاح عن ذلك والانطلاق في غمار هذا الاستحقاق الانتخابي الأبرز منذ خمس سنوات.
وفي هذا السياق، أثارت جريدة (الصحافة)، في ورقة خاصة، استفهاما جوهريا حول تعاطي الاعلام الأجنبي مع تونس وهل يمكن القول إن الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي بدأت قبل أوانها؟ وبماذا ينبئ هذا الحراك الذي نتابعه داخليا وخارجيا؟ وهل يمكن الحديث عن توظيف لوسائل الاعلام خارجيا للتشويش على المسار برمته؟ وماذا عن المال الفاسد، هل سيلعب الأدوار ذاتها كما حدث من قبل؟
كما اهتمت الصحف التونسية بزيارة رئيس الحكومة التونسية، أحمد الحشاني، إلى فرنسا في أول نشاط له منذ تعيينه مطلع أغسطس الماضي، معتبرة أن الزيارة حققت أهدافها حيث مثلت فرصة لتأكيد استمرار العلاقة الاستراتيجية مع فرنسا على جميع الأصعدة برغم كل ما يقال عن هذه العلاقة.
وتطرقت صحيفة (لو طون)Le Temps الناطقة بالفرنسية إلى تصاعد أعمال العنف في المؤسسات التعليمية بالبلاد ما يثير قلقا متزايدا لدى أولياء الأمور والمربين والأوساط الحكومية.
وذكرت أن الإحصاءات المقدمة من مراكز ودوائر الأمن الوطني، ومديرية الشرطة القضائية، وإدارة شرطة الإغاثة تكشف عن زيادة مطردة في حالات العنف في المؤسسات التعليمية، مشيرة إلى أنه في عام 2021، تم تسجيل 3398 حالة، وهو رقم ارتفع إلى 3551 في عام 2022، ليصل إلى مستوى جديد مقلق بلغ 3650 في عام 2023. وقالت إن هذا الاتجاه التصعيدي يؤكد الحاجة الملحة إلى التدخل الفعال لضمان سلامة الطلاب والعمل السليم للمدارس.
وفي الشأن الإقليمي، اعتبرت جريدة (الصباح)، في مقال افتتاحي، أن فضيحة إطلاق عسكريين إسرائيليين النار "بشكل مباشر بكل هدوء مع سبق الإصرار والتعمد، على مدنيين (فلسطينيين) أنهكهم الجوع والعطش والمرض والبرد كانوا يحاولون الوصول إلى الغذاء، أمر لا يمكن وصفه إلا بالإرهاب وبأنه عملية خسيسة وجبانة"، مشيرة إلى أن "منع الولايات المتحدة، الدولة المتبجحة بالحريات وحقوق الانسان، مجلس الأمن الدولي من إصدار موقف من مجزرة قافلة المساعدات الانسانية عار على أمريكا وعلى العالم ككل".
وخلصت الصحيفة إلى أن "حرب غزة قوضت كل أركان مجلس الأمن مثلما قوضت كل الاتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية التي وضعت من أجل تطبيقها على الكل من أجل السلم والأمن الدوليين اللذين أخرجهما الكيان المحتل من القاموس الدولي دون رجعة".
وكتبت صحيفة (أونيفار نيوز): عندما يتعلّق الأمر بـ"الديمقراطية" و"حقوق الأنسان" تتحوّل وسائل الإعلام في الغرب الأمريكي والأوروبي ولدى الحكومات إلى قضية رأي عام، أما عندما تباد الشعوب وتسحق مثلما يحدث اليوم في فلسطين ومثلما فعل الناتو في العراق وليبيا وسوريا فتصم هذه الحكومات آذانها، أما وسائل الاعلام فهي لا ترى ولا تسمع!
وأضافت: "هؤلاء الذين يقدّمون أنفسهم كحرّاس للديمقراطية وحقوق الأنسان أبادوا ملايين العرب والمسلمين والأفارقة الذين نهبت خيراتهم وتم استعمالهم كعبيد لبناء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية".
-0- بانا/ي ي/ع د/03 مارس 2024