الحرب على غزة تستأثر باهتمام الصحف التونسية
تونس العاصمة-تونس(بانا)- ركزت الصحف التونسية الصادرة هذا الأسبوع جل اهتمامها على الأحداث الجارية في قطاع غزة الفلسطيني والقصف العنيف على سكان مدينة غزة، والموقف التونسي رسميا وشعبيا تجاه ما يجري.
وتحدثت جريدة (الصباح) عن "انسجام الموقف الرسمي التونسي مع النبض الشعبي الذي وحدت القضية الفلسطينية مختلف فرقائه، معارضة وحكومة، في مسيرات شعبية بمختلف ولايات الجمهورية رفعت نفس الشعارات المساندة للشعب الفلسطيني ونادت بدعم غزة الجريحة بإجراءات دعم فعلية بعيدا عن الشعارات الوهمية لا سيما في ظل الفظاعات التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم على مدار الساعة".
وفي ذات السياق، لاحظت جريدة (المغرب) أنه نادرا ما كانت الأصوات الهادرة في الشارع تلتقي مع الخطاب الرسمي التونسي، لكن ما شهدناه هو التقاء "مهجة " الشارع المنتفض والمساند للقضية الفلسطينية مع الخيار السياسي الرسمي الذي وقع التعبير عنه في بيانات ومواقف صدرت عن رئاسة الجمهورية.
وأجمعت الصحف التونسية على أن "أخطر ما يخطط له الكيان الصهيوني حاليا بعد أسبوع من تنفيذ المقاومة الفلسطينية عملية (طوفان الأقصى)، هو تحقيق هدف قديم طالما حلمت بتنفيذه حكومات المحتل منذ عقود خلت وفشلت فيه ويتمثل في التهجير القسري لسكان قطاع غزة إلى خارج فلسطين أو على الأقل تخفيض عدد سكانه تمهيدا لإعادة احتلاله".
أما جريدة (الصحافة)، فقد انتقدت بشدة موقف الجامعة العربية من القصف الذي ينهال على غزة وتدمير البيوت والمؤسسات والبنى التحتية، وقالت:" الحقيقة أنه لم يعد ثمة أمل في هذه الجامعة وقممها؛ فقد راكمت من الخيبات عبر تاريخها ما يكفي لقبرها خاصة وأنه لم يعد للعرب قادة كبار في حجم الزعماء التاريخيين من المغرب العربي ومن المشرق والخليج بل أشباه جلالة وأشباه رؤساء يتسابقون من أجل الوقوف في طابور التطبيع رغما عن شعوبهم المقموعة في أوطانها".
نفس الاتهامات كالتها جريدة (الصباح) بقولها إن "الجامعة العربية التي لم تعد تكتفي فقط بخذلان مواقف الشارع العربي بل أصبحت عبئا ثقيلا على هذه الشعوب التي لم تعد تهتم لوجودها أو تكترث لقراراها، حيث تحولت (الجامعة) إلى أداة لتمرير سياسيات مفروضة من القوى المهيمنة دوليا وتأييد تبعية الأنظمة العربية وفرض سياسيات التطبيع في المنطقة ووأد أي نفس تحرري أو سيادي في كامل المنطقة العربية".
ومن مشاغل الوضع الداخلي، وعلاقة تونس بالاتحاد الأوروبي، أكدت جريدة (الصحافة) أنه "على عكس ما كان ينتظره الغرب والاتحاد الأوروبي من دفع تونس لحماية حدوده في مسألة الهجرة، جوبه ذلك بالرفض المطلق من أعلى هرم السلطة، كما جوبهت بالرفض إملاءات صندوق النقد الدولي، وبذلك خالفت تونس كل التوقعات وفرضت مسارها واحترام سيادتها بتمكنها من وضع خارطة طريق للفترة المقبلة بالتعويل على مواردها الذاتية وتنويع الشراكات الأمر الذي مكنها نسبيا إلى حد الآن من تجاوز الصعوبات ونجحت في الحفاظ على استقراراها المالي.
-0- بانا/ي ي/ع د/15 أكتوبر 2023