أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع
تونس العاصمة-تونس(بانا)- لا تزال الصحف التونسية تخصص مساحاتها الأكبر، لما يتعرض له قططاع غزة الفلسطيني وأهله من قصف متواصل طيلة مائة يوم متواصلة، كما تطرقت إلى الاهتمام الدولي بالدعوى القضائية التي تقدمت بها دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية لمقاضاة كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وكتبت جريدة (الصباح): "خطوة جنوب إفريقيا ستضاعف الضغط الدولي على الكيان المحتل وستحرج الضمير العالمي، إذ أن الملف الذي تقدمت به جنوب إفريقيا تكمن أهميته في قدرته على توثيق جرائم الاحتلال"، ولاحظت الجريدة، في المقابل، أن "أغلب الدول العربية بدا موقفها في قمة الخذلان للقضية الفلسطينية ودون ما يستحقه الفلسطينيون من جهد ومن دعم ومن موقف أخلاقي ينصرهم بعد ظلم وعدوان".
من جهتها، قالت صحيفة (الشارع المغاربي): "لا يغيب عنا أن الجريمة الصهيونية ما كانت لتكون- وبهذا الحجم- لولا الدعم العلني والمفضوح لشريك مخلص حميم، فالكل يعلم أن الكيان الصهيوني هو أعز محمية لأعظم دولة في العالم ما انفكت منذ زمان طويل تقدم له كل العون والحماية، برغم أنه يتمرد مثل الطفل المدلل خصوصا في فترة الانتخابات وكأنهما يقتديان بذلك المثل الانجليزي القائل: "هل الكلب هو الذي يحرك ذيله، أم أن الذيل هو الذي يحرك الكلب؟".
صحيفة (الشعب) خاطبت، من جهتها، القضاة بمحكمة العدل الدولية بالقول: "فلْتُحكّموا ضمائركم وتجعلوا ما شاهدتموه وما تقرؤونه من شهادات عرضها عليكم وفد جنوب إفريقيا وجمهرة المحامين الذين تقدموا للمرافعة والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني وضحاياه، الأساس الكافي وزيادة لإصدار الأحكام المنصفة لعشرات آلاف الضحايا وأهاليهم وكامل الشعوب المؤمنة بقيم العدل والحرية، ولتسجّلوا أسماءَكم وأفعالَكم بنور خالد يظل مشعا أبد الدهر، ولتصدعوا بالقرار العادل.
وفي السياق ذاته، كتبت جريدة (المغرب): "ها نحن اليوم نتابع بشغف مرافعة الفريق القادم من جنوب إفريقيا، وهو يعرض الحجج والبراهين الدالة على تعمد دولة الاحتلال إبادة الفلسطينيين ومصادرة حقهم في الحياة".. وأكدت أن" ما يبعث على الاعتزاز حقا هو أن الدرس يأتي من بلد عرف معنى هدر الكرامة والاذلال والاستغلال والقهر والحرمان من الحق في الحياة فصار رائد المبادرة والمسؤول عن إعادة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح، ولذا شكر التونسيون جنوب إفريقيا لأنها أعادت الثقة في القانون والعدالة وصحوة الضمائر فأدرك أغلبهم أنه لا حل لنا إلا في اكتشاف بلدان الجنوب التي"تشبهنا" والانطلاق في رحلة التعلم وبناء الذات من موقع مختلف".
أما صحيفة (الكوتيديان)، فقد خاطبت الإعلامي الصابر الذي تعرضت أسرته للإبادة، قائلة: "برغم الألم الذي يعتصرك وبرغم المصاب الجلل، دستَ أيها الزميل على أوجاعك وعلى حزنك وعلى ما بقي فيك من عزم .. قمت منتصبا لتواصل المسيرة وتفضح الغاصب الذي طفق يذبح الأبرياء بآلته العسكرية في محاولة منه لكسر إرادة الفلسطيني، متناسيا أن هذه الإرادة لم تكسرها 75 سنة من النضال ومن الشهداء ومن الأطفال الأبرياء الذي تمت تصفيتهم بالة الحرب".
وفي الشأن المحلي، تطرقت جريدة (الصحافة) إلى زيارة الرئيس، قيس سعيّد، إلى الديوان التونسي للتجارة وما تحمله من رمزية باعتبار دور هذه المؤسسة في ضمان قوت المواطنين وأمنهم الغذائي، وقالت: لا مجال اليوم إلى مواصلة التلاعب بقوت الشعب سواء باعتماد احتكار السلع أو المضاربة أو الترفيع غير القانوني والمتعمد في الأسعار، حيث كشف الرئيس في زيارته الحجم الكبير للفساد ولم يظلم في ذلك أحدا، فقد كانت بين يديه كل الوثائق التي تدين عددا من كبار المسؤولين بالديوان.
أما جريدة (لا براس) La Presse، الناطقة بالفرنسية، فتحدثت عن مؤشرات منذ بعض الوقت عن تحسن نسبي في الحالة الاجتماعية -الاقتصادية والمالية في تونس، مشيرة إلى تفاؤل وزيرة المالية بأن يكون عام 2024 بداية الانتعاش الاقتصادي، علاوة على توقع البنك الدولي لتونس نموًا يصل إلى 3 بالمائة في هذا العام 2024.
ولاحظت جل الصحف اليومية الصادرة يوم الأحد 14 يناير، غياب مظاهر الاحتفال بذكرى 14 يناير (تاريخ سقوط نظام بن علي عام 2011) سواء من الجهات الرسمية أو من مختلف الفئات والحساسيات باعتبارها أصبحت عنوانا بارزا لمسار لم يقطع مع الخيبات والأزمات وصفحات السواد.
وقالت جريدة (الصحافة): مرت ثلاث عشرة سنة على حدث 14 يناير 2011 وقد دأبنا في كل سنة تقريبا على أن نعدد الخيبات ونحن نحاول استقراء حصاد هذه السنوات؛ لكن علينا اليوم أن نقول إننا تجنبنا مآلات تراجيدية، فنحن نتذكر تلك الأشباح التي أقضّت مضاجعنا عندما استفقنا على ملامح بلد لا يشبهنا عندما حكمت الترويكا برؤوس ثلاث وبعقل إخواني، وكان التهديد الأكبر هو الردة على كل مكتسبات المشروع التحديثي الذي دشنه أبناء تونس مع إشراقة الاستقلال.
بدورها، علقت جريدة (الصباح) بالقول: تمر ذكرى "الثورة" مرة أخرى في صمت "مطبق" ودون ضجيج وسط لامبالاة أغلب الأطياف السياسية التونسية بعد أن فقدت توهجها وبريقها لدى مختلف الفئات والحساسيات.
وأضافت: "من المؤكد أن فشل مسار ما بعد 2011 على مدى أكثر من عقد من الزمن لا يحتاج إلى إجماع أو يقتضي أدلة قاطعة وبراهين ساطعة بما أن الواقع المر ومشهد السواد بكل تفرعاته ينطق وجهه بالحقيقة العارية ويكشف العبث بثورة الحرية والكرامة طولا وعرضا من الذين ركبوا على رمزيتها واستثمروا توهجها وتعاطوا معها بانتهازية وعقلية غنائمية".
وخلصت إلى التأكيد أن الأيام أثبتت فشل الائتلافات والتحالفات التي تكالبت على الكراسي، وكانت غايتها الأساسية السلطة مهما كان الثمن، ولن ينسى التونسي بالمرة سنوات الدمار والخراب وصفحات الأزمات والصدمات وجحيم الارهاب الذي حول تونس إلى بلد منكوب وملهب على رأس قائمة البلدان المصدرة للإرهابيين".
-0- بانا/ي ي/ع د/ 14 يناير 2024