أبرز اهتمامات الصحف التونسية خلال أسبوع
تونس العاصمة-تونس(بانا)- تطرقت الصحف اليومية التونسية، خلال الأسبوع المنصرم، إلى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني على غرار الذكرى 13 لاندلاع الثورة، والوضع الإنساني والحقوقي للمهاجرين التونسيين في إيطاليا، إضافة الى تسليط الضوء على الحرب على غزة واستهداف الاحتلال الصهيوني للصحفيين.
وتحدثت جريدة (الصباح) عن إحياء الذكرى الثالثة عشرة لاندلاع "ثورة الحرية والكرامة" التي اندلعت شرارتها الأولى يوم 17 ديسمبر 2010 بسيدي بوزيد (الوسط الغربي للبلاد)، احتجاجا على التهميش والحرمان والفقر، وقالت: انقضت السنوات، ونحن نعيش على وقع نفس المشاكل، ونطوي صفحات نكساتنا ونلملم أحزاننا على أمل تجاوز خيباتنا وهزاتنا، حيث نعيش اليوم على وقع مرحلة جديدة، هندسها الرئيس الحالي قيس سعيد، في مواجهة عديد التحديات من أجل فتح نوافذ أمل تصنع الحلم وتضع حدا للهزات والازمات وتقطع مع ماض مؤشراته "حمراء" وصفحاته "سوداء".
من جهتها، قالت جريدة (الصحافة): لقد خذلت الثورة التونسيين والتهمت أحلامهم وكل ما كانوا يرجونه من رفاهية ورخاء بحيث ساء حالهم، فلا هم حصلوا مالا ولا هم حصلوا سلاما، كما يقولون، ولو أدركوا منذ البدء أن حالهم سيسوء إلى الحد الذي سيتحولون فيه إلى متسولين لأرزاقهم لما خرجوا "حفاة" في تلك الليلة.
ولاحظت جريدة (لا براس) La Presse الناطقة بالفرنسية، أن البلاد عرفت سنوات حزينة بهجمات إرهابية واغتيالات سياسية، وكانت المؤسسات العامة على غير هدى، إلى أن حدث في إحدى الأمسيات، تغيير كبير آخر، في 25 يوليو 2021.
وأضافت: نحن لا نعتزم هنا أن نجعل الحاضر مثاليا تماما، ولكن لا يمكننا أن نقلل من شأن هذا الجو الجديد من الصرامة؛ حيث بدأت مبادئ المساءلة وتقييم العمل تبدو منطقية، ولا أحد يستطيع الآن الوقوف فوق القانون، ولم يعد بإمكان المذنبين بالفساد الصغير والكبير، سواء أكانوا من كبار المسؤولين أو رجال الأعمال المشهورين أو الشخصيات السياسية أو النقابات العمالية أو في المهن الحرة، الهروب من العدالة.
وفي متابعتها أوضاع المهاجرين في إيطاليا، تحدثت جريدة (الصباح) عن جانب مظلم ومخيف وغير عادل للوضع الانساني والحقوقي للمهاجرين التونسيين غير النظاميين في إيطاليا وتحديدا في مراكز الاحتجاز تمهيدا لترحيلهم.
وأوضحت ما يعانيه المهاجرون من مخاطر في رحلة الموت مغامرين بأنفسهم في قوارب بدائية رغبة في الوصول إلى السواحل الايطالية، وقالت إن من يحالفه الحظ في الوصول يظل مصيره غامضا ومريبا.
ومهما يكن من أمر -تضيف الجريدة- فإن استغلال إيطاليا للاتفاقيات الموقعة مع تونس في ما يتعلق بمكافحة الهجرة غير النظامية، يجب ألا يكون على حساب كرامة التونسيين الواصلين الى أراضيها الذين يظل لهم الحق في معاملة انسانية محترمة.
واستأثرت الحرب على قطاع غزة الفلسطيني والغارات العنيفة بدعم أمريكي وغربي لافت، باهتمام كل الصحف في تعليقاتها ومتابعاتها. وإلى جانب الدمار الهائل وقتل أكثر من 20 ألفا من الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء، أشارت صحيفة (الشروق) إلى أنه في حرب الابادة هذه سعى كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى طمس الحقيقة ودفنها بكل السبل عبر تصفية عدد غير مسبوق من الصحفيين في كل الصراعات، حيث "كان واضحا تركيز الاحتلال على استهداف الصحفيين والمصورين والمدونين لأنه بذلك يريد أن يمارس التقتيل والتهجير بكل أريحية بعيدا عن عدسات الكاميرا، كما أنه يريد رواية وصورة واحدة لحرب الإبادة هذه، لذلك يثير جنونَه نقلُ الحقيقة من أي مصدر آخر مستوحيا ذلك من حروب المجرم الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية"، حسب تعبيرها.
من جانبها، أوضحت جريدة (الصحافة) أن استهداف دولة الاحتلال للصحافة في غزة -برغم أن الصحفيين يتمتعون بحماية خاصة تضمنها اتفاقيات عديدة- يعكس حقيقتين ناصعتين: الأولى استخدامها سياسة الأرض المحروقة والعقاب الجماعي ضد سكان القطاع دون تمييز بين شخص وآخر، والثانية تعمد استهداف الصحافيين في محاولة لإسكات الأصوات التي تنقل الحقائق كما هي على الأرض، حيث نجح الصحافيون برغم كل الحصار في نقل الحقيقة وتحدوا انقطاع الكهرباء والاتصالات والقصف والدمار وظلوا صامدين في الميدان ينقلون حقيقة البشاعات والمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد البشر والشجر والحجر.
-0- بانا/ي ي/ع د/ 17 ديسمبر 2023