أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع
تونس العاصمة-تونس(بانا)- تطرقت الصحف التونسية الصادرة خلال الأسبوع الحالي إلى عدد من المواضيع المتصلة بالشأن الوطني، من بينها أزمة المنظومة الصحية العمومية ومعضلة غلاء الأسعار وارتفاع تكلفة الحج.
وعلقت جريدة (الصباح) على مشكلة غلاء الأسعار قائلة: "نحن إزاء مشكلة تكاد تحنق الأنفاس، لا قدرة للأغلبية على مجابهتها، ولا ننسى أن عيد الأضحى على الأبواب وهو بدوره صار يطرح إشكالا للعديد من الأسر، حيث يتوقع أن تكون أسعار الأضاحي هذا العام غير مسبوقة، ذلك يكرر الإشكال سنويا ونخشى أن يبلغ المواطن حالة من العجز التام إزاء هذا التيار الجارف".
وتطرقت جريدة (الصحافة) إلى دعوة نقابة الأئمة إلى إلغاء الحج هذه السنة لأسباب في علاقة بالأزمة الاقتصادية والمالية الحادة في تونس، ولاحظت أنها وجدت (الدعوة) قبولا لدى عدد التونسيين القريبين من الشأن العام ممن رأوا في هذه الدعوة معقولية وصوابا فضلا عن مشروعيته التي يستمدها من الأزمة التي تعيشها تونس "وهي تكاد تتسول رزقها ورزق مواطنيها".
من جهتها، علقت صحيفة (الحرية) على العملية الارهابية التي استهدفت، مؤخرا، معبد "الغريبة" اليهودي في جزيرة جربة، وقالت "إن الذين يريدون تركيع تونس اقتصاديا وسياسيا وحضاريا هم المستفيدون من تلك العملية الارهابية، وهم يريدون إرجاع حلفائهم إلى حكم البلاد بكل الطرق، ويريدون ضرب السياحة وبطالة مليون تونسي صيفا وحرمان الخزانة من العملات الأجنبية".
وتناولت جريدة (الشروق)، من جانبها، وضع المؤسسات الصحية العمومية، واصفة إياه بالكارثي، ما دفع بالعديد من الكوادر الطبية إلى الهجرة في غياب إرادة سياسية قادرة على الحد من هذه الظاهرة التي استفحلت بشدة حتى باتت نزيفا حقيقيا ومعضلة خطيرة للثروة البشرية وللأمن الصحي للبلاد.
وتطرقت مقالات عديدة، بأغلب الصحف، إلى الاحتفال بيوم الأسرة العالمي، يوم 15 مايو، مشيرة إلى أن الأسرة منهكة في تونس، اقتصاديا واجتماعيا، ومحاصرة بتحديات جسام تمس من دورها الرئيسي في التنشئة، إذ تواجه غلاءً في المعيشة وتدهورا في المقدرة الشرائية كما تواجه تحديات على مستوى الشغل والعلاج والسكن والنقل، إلى جانب انتشار العنف في المحيط الأسري بين الزوجين وضد الأطفال جراء الوضع المادي والنفسي الضاغط.
من ناحيتها، تابعت جريدة (الصباح) أوضاع المهاجرين في تونس من بلدان جنوب الصحراء، مشيرة إلى أن مشهد مرور مجموعات من المهاجرين (رجالا ونساء وأطفالا) قادمين من الحدود الجزائرية-التونسية أصبح مألوفا، حيث يضطر هؤلاء إلى قطع طرق صحراوية والسير لمسافات طويلة دون ماء وطعام قبل الوصول إلى تونس، وغالبا ما يصلون في حالة إجهاد وإنهاك وبعضهم مصاب بأمراض، وقد تم تسجل حالات وفيات في صفوفهم، ما يؤكد حجم الأزمة والمأساة وثقل الموضوع والحاجة الملحة لمعالجته وطنيا وإقليميا بطرق ناجعة وعادلة.
وأكدت أن هذه المأساة تستوجب استجابة إنسانية من الدولة وأجهزتها لتخفيف العبء عن ضحايا السياسات الهجرية القاتلة للاتحاد الأوروبي التي صادرت حق التنقل لشعوب دول الجنوب.
صحيفة (الشعب) الناطقة باسم المركزية النقابية، أدانت سياسات الهيمنة والاستغلال والإكراه التي تنتهجها القوى الكبرى، وقالت إن هذه القوى تعمل على تأبيد سيطرتها وتأثيرها على الدول وتداوم على مصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها، حيث أخذت هذه المساعي في التوسع شيئا فشيئا وزاد في نهمها الركود الاقتصادي العالمي وتبعات جائحة كوفيد-19 وخاصة النزاع الروسي الأوكراني.
وأضافت أن "المد الامبريالي اليوم يستفيد من النزاعات المسلحة في العالم، وأصبح يمتد أيضًا إلى التخفي في أثواب أخرى مغايرة متداخلة مع الشأنين الثقافي والحضاري وأحيانا المساعدات الاقتصادية لإفقاد الشعوب هويتها وسلبها سيادتها وقرارها المستقل".
-0- بانا/ي ي/ع د/21 مايو 2023