أبرز اهتمامات الصحف التونسية هذا الأسبوع
تونس العاصمة-تونس(بانا)- ركزت الجرائد التونسية الصادرة هذا الأسبوع، اهتماماتها على عدة مواضيع من أبرزها ملف الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإحياء عيد الشهداء، وملف إصلاح التعليم، إضافة إلى عودة العلاقات التونسية مع سوريا، فضلا عن تسليط الضوء على حدة الصراع بين قوى الشرق والغرب ومحاولات إغلاق منافذ الشرق على تونس.
وتناولت أغلب المقالات، اليوم الأحد، إحياء التونسيين ذكرى عيد الشهداء في التاسع من أبريل من كل عام، تخليدا للمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، ولاحظت أنه على امتداد جل السنوات التي تلت 14 جانفي (يناير) 2011، خفتت الاحتفالات بالأعياد الوطنية على غرار عيد الاستقلال وعيد الجمهورية لأن الذين حكموا تونس في فترة "الترويكا" من أصحاب منطق الغنيمة، اتخذوا موقفا عدائيا من رموز الحركة الوطنية وفي مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة، ولم يكتفوا بذلك بل إنهم أقاموا محاكمات تاريخية وسياسية وحتى أخلاقية لكل الذين صنعوا تاريخ تونس المعاصرة.
وتطرقت جريدة (الصحافة) إلى عودة الحديث عن ملف الاتفاق مع صندوق النقد الدولي إلى الواجهة من جديد مع اقتراب آجال سداد عديد الديون الخارجية وازدياد حاجة البلاد إلى التمويلات خاصة من العملات الأجنبية، وأوضحت أن المخاوف تزداد من عدم قدرة السلطات التونسية على تعبئة الموارد الكافية لإنجاح برنامجها وهو ما يطرح إشكالا بخصوص قدرتها على تنفيذ الاصلاحات التي يشترطها صندوق النقد الدولي.
وفي هذا الصدد أيضا، أشارت جريدة (الصباح) إلى مشاركة تونسية رسمية في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين التي ستعقد بين 10 و12 أبريل الجاري بواشنطن، متسائلة عن مدى قدرة المفاوض التونسي على انتزاع مكاسب اقتصادية ومالية دون المساس باستقلالية القرار الوطني أو الرضوخ لشروط وإملاءات خارجية قد تكون تداعياتها مكلفة ويدفع ثمنها في النهاية جل التونسيين خاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة الاجتماعية الهشة.
ومن جهتها، علقت جريدة (الصباح) على إعلان الرئيس قيس سعيّد عن استشارة وطنية لصلاح التعليم، مؤكدة أن موضوع التعليم صار بالفعل يؤرق أغلب التونسيين، حيث بات الكل على قناعة بأن المدرسة العمومية لم تعد تلك المدرسة التي بعثها جيل دولة الاستقلال، وقد تراجع المستوى كثيرا وتدهورت البنية الأساسية بشكل لافت، وأضحت تفصلنا عن ذلك الزمن الذي كان فيه التعليم العمومي يضمن فرصا متساوية للجميع، مسافة بعيدة.
وتناولت جل الجرائد بالتعليق، الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الزعيم الحبيب بورقيبة في سياق لا تبدو فيه تونس في أفضل حالاتها بعد رحيل جل الآباء المؤسسين للدولة الوطنية، ولاحظت أن مواقف بورقيبة عادت إلى صدارة الاهتمام في الأوساط السياسية والشعبية، بعد ما يربو عن عقد من الترنح والارتباك، تراجعت فيه كل المؤشرات.
وتطرقت جريدة (الشروق) إلى القرار الرئاسي بإعادة العلاقات مع سوريا، مؤكدة أنه "بالشروع في إجراءات تعيين سفير تونس بدمشق تكون بلادنا قد دقت واحدا من أهم وآخر المسامير في نعش العشرية السوداء، تلك العشرية التي شهدنا فيها تونس وهي تتنكر لعروبتها وتنساق في ركب المؤامرة على الشقيقة سوريا".
وأضافت أن "قرار رئيس الدولة بتصحيح مجرى تاريخ العلاقات التونسية السورية يمحو أثار خطيئة ارتكبها حكام الصدفة الذين أعملوا معاول التخريب في دواليب الدولة التونسية وكذلك في علاقات تونس مع أشقائها".
-0- بانا/ي ي/ع د/09 أبريل 2023